recent
أخبار ساخنة

بداية التدخل العسكري الاسباني في بلاد جبالة


بحكم مجاورة إسبانيا للمغرب واحتلالها لأجزاء من أطرافه الشمالية، اعتبرت إسبانيا نفسها دائما رأس جسر أوربا نحو المغرب، وهذا ما جعلها تدعي باستمرار حقوقها التاريخية بالمغرب. وقد ازداد اهتمام إسبانيا بالمغرب، بعد أن فقدت آخر مستعمراتها في القارة الأمريكية والمعروفة بـ "انتكاسة إسبانيا عام 1898م" التي حولتها إلى دولة محتضرة بحسب تعبير اللورد الانجليزي ساليسبوري Salisbury. وفي العام 1848م، أي بعد 18 سنة من احتلال فرنسا للجزائر شرعت إسبانيا في توسعها الاستعماري في إفريقيا، ووجهت أنظارها إلى الحصون الاستعمارية التي كانت تملكها منذ عهد الملوك الكاثوليكيين. واحتلت القوات التي انطلقت من مالقة بقيادة الجنرال سيرانو (SERRANO) الجزر الجعفرية، وأدى ذلك إلى تدهور علاقات إسبانيا مع المغرب، لأن المغرب رد بالضغط على سبتة ومليلية. وحوالي العام 1851م، اقترحت إسبانيا على كل من فرنسا وانجلترا عمـلا مشتركـا ضد سواحـل الريف، وفي 1859م، اتخذت اسبانيا مقاومة التعسفات الاسبانية من طرف سكان منطقة أنجرة المجاورة لسبتة ذريعة لغزو المملكة المغربية. وشكلت الأحداث التي طرأت في الليلة من العاشر إلى الحادي عشر من غشت من سنة 1859م، مبررا لإعلان الحرب من طرف الكورطيس (البرلمان الاسباني) في 22 أكتوبر، وبموافقة كل الأحزاب السياسية. وقبل أيام من ذلك، كان السفير الانجليزي قد كلف برسم حدود التحرك الاسباني. لذلك قامت انجلترا بدفع فرنسا لإشراك إسبانيا في تقسيم المغرب، والاعتراف لها بمنطقة نفوذ تكون تحت سلطتها. وقد تكرس هذا الاعتراف منذ اتفاقية 3 أكتوبر 1904م بين فرنسا وإسبانيا، وفي الامتيازات التي خولها لها ميثاق الجزيرة الخضراء، إلى معاهدة 27 نوفمبر1912م التي حدد فصلها الثاني المنطقة المخصصة لاسبانيا، وهكذا استفادت إسبانيا من هذا الوضع في ظرف تاريخي حرج كان يعصف بها.
google-playkhamsatmostaqltradent