السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمرارا في سلسلتنا الرمضانية "دروس رمضانية" نسأل الله تعالى أن تعود بالنفع علينا وعلى زوار هذه المدونة كنا قد تطرقنا في السلسلة السابقة إلى ماهية الصيام وذكر أدلة وجوبه والآن سنتطرق بعض أحكام الصيام وبالضبط ما يتعلق بالفرائض.
فرائض الصيام:
- النية وبها يصلح العمل أو يفسد... وهي أن يبيت المكلف النية الصيام وذلك في جزء من جزاء الليل من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر وذلك لقوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ). ولحديث عمر رضي الله عنه :" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ". ولحديث حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ".
- ترك الوطء وما في معناه من إخراج المني والمذي يقظة عن فكر أو نظر أو مباشرة أو ملاعبة أدام ذلك أم لا؛ من قرب طلوع الفجر إلى الغروب؛ فمن وقع في ذلك وجب عليه القضاء؛ والكفارة إن تعمد خروجه لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :" بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكت؛ قال: " مالك؟" قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " هل تجد رقبة تعتقها؟ " قال:لا؛ قال: " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟" قال : لا؛ فقال : " فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟" قال لا؛ فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما نحن على ذلك أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر قال : " أين السائل؟" فقال : أنا قال " خذ هذا فتصدق به" فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها-يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي؛ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه؛ ثم قال :" أطعمه أهلك ".
- ترك الأكل والشرب من طلوع الفجر إلى الغروب وذلك لقوله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ).
- ترك القيء من قرب طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ فمن ذرعه القيء غلبة من غير تسبب في إخراجه فلا أثر له في كفارة ولا قضاء لحديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من ذرعه القيء فليس عليه قضاء؛ ومن استقاء عمدا فليقض".
- ترك وصول شيء إلى المعدة من فم أو أذن أو عين أو دبر - من طلوع الفجر إلى الغروب وذلك لقول أبي هريرة - رضي الله عنه - " إذا قاء فلا يفطر؛ إنما يخرج ولا يولج ". فدل على أن الفطر يكون بما دخل قال ابن عباس - رضي الله عنه - :" الصوم مما دخل وليس مما خرج ". وكل ما مر ينبغي على الصائم اجتنابه من وقت طلوع الفجر إلى غروب الشمس.