قلت الأمطار فنضبت مياه العيون والآبار
وجفت كثير من السواقي وكذا الأنهار
فأصاب الناس العطش وحالات إغماء وانهيار
فغضب الحمار وألقى بالبراميل في القفار
وصاح بصوت مدوي ، غريب يشبه الأعصار
أليس فيكم رجل رشيد أيها الأشرار ؟
سئمت حياة الذل والمهانة والإحتقار
وسأكشف عن المستور المكشوف الستار
وسأوصل صوتي ومعاناتي للمسؤولين الكبار
فساندته باقي الحمير والأغنام والأبقار
وانطلقوا في مسيرة حاشدة من بعد الإفطار
واتخذوا من - نريد حقنا في مياه السدود- شعار
فتقدم الزعيم الشجاع السيد الحمار
فخاطب المسؤول وعقله مصاب بالدوار
قال : ألم يصلك خبر حركة العطاشى الأحرار ؟
ألم يصلك خبر الجفاف وقلة الأمطار
في بلدي الغالي المغرب وباقي الأقطار ؟
أم أنك ليس لديك وقت لتتابع نشرات الأخبار ؟
إني والله أموت عطشا نفذ صبري وعقلي محتار
إنني لم أرى الماء منذ أيام سوى في الإشهار
أليس هذا ظلم وأقرب مايكون للإنتحار ؟
أيها المسؤول إن هذا لعيب وخزي وعار
أليسوا رجال هذا الإقليم من دحروا الأستعمار؟
أم أنك تتغابى وتتجاهل همومنا أيها الشفار ؟
فوقف المسؤول الكبير في دهشة وانبهار
وصفقت باقي الحيوانات وأعلنت الإنتصار ...
بقلم: عزيز العبودي