تستغرق رحلة البحث عن الماء المفقود في بلادي طول اليوم، رحلة الطفل المحروم من حقه في اللعب وتنمية ملكاته المشتتة بين الطرقات المحفرة، والفتاة المحرومة من حقها في التمدرس والام الصامدة التي تحمل رضيعها طوال اليوم دون لفت انظار الجمعيات النسائية المتخصصة في الدفاع عن المثليين ومخربات القيم الاجتماعية ... والصائم الذي تكبده مسافة البحث عن الماء المسروق المفوت بدون مقابل للمسابح النموذجية والمغطاة عناء مضاعفا يزداد لمعاناة العطش ولفحات الشمس الحارقة وطول ساعات الصيام ... . فيا من تحمل قنينة الماء المعدني وتضعها في مكان سجودك لتمارس شعائرك الدينية دون إحساس حتى بالحاجة للماء!! ويامن تعفى من اداء فاتورة الماء المتدفق في المسابح المتنوعة وسقي الحدائق العجيبة داخل الفيلات!!ا .... نحن ابناء هذا الإقليم المنسيين في هذا الوطن في البازلة والمسدورة واولاد علي وفي اولاد جابر والجياهنة وجعاونة ودشارة وفي المحامدة وغيرها كثير ... على طول وعرض هذا الإقليم المظلوم في التاريخ والمحروم في الحاضر، لا يسعكم إلا ان تدفعونا للاتجاه إلى البحر ليس لنيل نصيبنا من كنوزه التي لا نراها إلا في الافلام ووجبات شميسة وميستير شاف... ولكن لنتخلص من العطش. اليوم وقد اكتمل عطشنا بحرماننا وخصاصنا من كل ضروريات الحياة نعلنها : اقتلونا حتى تتخلصوا من تكاليف الهواء الذي نستنشقه... فكل سنة واحنا دايما عطشانين( ولسنا فرحانين….(
مساهمة الاستاذ: عبد الله عصفوري