معركة البيبان 1925م - الجزء اﻷول –
هذا المقال هو ملخص لبعص ما جاء بتدخل اﻷستاذ العربي الحمدي، الذي قام
ببحث تاريخي حول بني زروال وعززه بشهادات لمجموعة من المقاومين الزرواليين و
المسنين و كذا بزيارات ميدانية للمنطقة و الوقوف على آثارها التاريخية.(1)
و قد نشر البحث بكتاب : " البادية المغربية عبر التاريخ من تنسيق الأستاذ ابراهيم بوطالب.
سنتابع فيه التطورات التي سبقت معركة " البيبان "، ثم سنسرد تفاصيلها الدقيقة، على أن نناقش في الجزء الثاني تأثيرها على فرنسا و اسبانيا، و على الحركة الوطنية و ما تبع ذلك من أحداث.
و قد نشر البحث بكتاب : " البادية المغربية عبر التاريخ من تنسيق الأستاذ ابراهيم بوطالب.
سنتابع فيه التطورات التي سبقت معركة " البيبان "، ثم سنسرد تفاصيلها الدقيقة، على أن نناقش في الجزء الثاني تأثيرها على فرنسا و اسبانيا، و على الحركة الوطنية و ما تبع ذلك من أحداث.
- حالة بني زروال قبل
حدوث المعركة:
بعد أن سرد الأستاذ العربي الحمدي أسماء رواته، انتقل للإشارة للزاوية
الدرقاوية كمؤطر ديني و سياسي لفرقة بومعان خاصة و لبني زروال عامة و كيف أنها
وقفت إلى جانب المستعمر الفرنسي ضدا في محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقد حدث ذلك
في عهد عبد الرحمان بن الطيب بن العربي الدرقاوي، الذي حاول التحكم في القبيلة
بإيعاز من المخزن أو من الفرنسيين.
وحين حاول محمد بن عبد الكريم الدخول إلى بني زروال، حرض الشريف الدرقاوي القبيلة ضده ووعدها بأنها ستبقى مستقلة عن الطرفين : محمد بن عبد الكريم و الفرنسيين.
سنة 1920 م هجم الريفيون على بني زروال، لكن القبيلة ردتهم بأمر من عبد الرحمان الدرقاوي في معركة " تينزة " بفرقة بني مكة.
بعدها بعث محمد بن عبد الكريم وفدا للشريف الدرقاوي طالبا منه قبول دخول جيشه إلى بني زروال، وبالرغم من رد الوفد ردا جميلا، فإن عبد الرحمان الدرقاوي بقي وفيا للمخزن الذي رأى أن استتباب اﻷمن لن يكون إلا على يد الفرنسيين.
في هذا السياق حاول الشريف عبد الرحمان التشاور مع سلطات الحماية، فجمع عددا من قادة البلاد من دواوير بني يدير و العمارنة و الويدان و كذا قائدا من قبيلة بني ورياكل، و اتجه بهم إلى " أمزو " حيث المعسكر الفرنسي بقبيلة سلاس الواقعة على الحدود الجنوبية لبني زروال، ولم يعرف القادة فحوى التفاوض، ولكنهم فوجئوا باحتلال الفرنسيين لمجال فرقة ولاد قاسم.
وحين حاول محمد بن عبد الكريم الدخول إلى بني زروال، حرض الشريف الدرقاوي القبيلة ضده ووعدها بأنها ستبقى مستقلة عن الطرفين : محمد بن عبد الكريم و الفرنسيين.
سنة 1920 م هجم الريفيون على بني زروال، لكن القبيلة ردتهم بأمر من عبد الرحمان الدرقاوي في معركة " تينزة " بفرقة بني مكة.
بعدها بعث محمد بن عبد الكريم وفدا للشريف الدرقاوي طالبا منه قبول دخول جيشه إلى بني زروال، وبالرغم من رد الوفد ردا جميلا، فإن عبد الرحمان الدرقاوي بقي وفيا للمخزن الذي رأى أن استتباب اﻷمن لن يكون إلا على يد الفرنسيين.
في هذا السياق حاول الشريف عبد الرحمان التشاور مع سلطات الحماية، فجمع عددا من قادة البلاد من دواوير بني يدير و العمارنة و الويدان و كذا قائدا من قبيلة بني ورياكل، و اتجه بهم إلى " أمزو " حيث المعسكر الفرنسي بقبيلة سلاس الواقعة على الحدود الجنوبية لبني زروال، ولم يعرف القادة فحوى التفاوض، ولكنهم فوجئوا باحتلال الفرنسيين لمجال فرقة ولاد قاسم.
- بني زروال تختار الجهاد عوض الخضوع.
سنة 1344ه / 1925 م استدعى كبراء قبيلة بني
زروال الشريفَ الدرقاوي إلى سوق اﻷحد بمدشر القلايع بفرقة بني إبراهيم - أعتقد ما
نسميه حاليا الحد القديم - و أحضر معه الوفد الذي بعثه محمد بن عبد الكريم و هم
100 رجل، وبعد المناقشة طلبوا منه أن يتخلى عن مهادنة فرنسا ولكنه اعتذر بأنه على
العهد مع السلطان، فاتهموه بالخيانة و صرح له بها أحمد بن المرابط التازي من
النقلة ببني ابراهيم.
هكذا رفضت قبيلة بني زروال دخول الفرنسيين ورفض الشريف الدرقاوي دخول الريف. و هنا قال قولته: " المعزة لا تسلخ من أزليف، و السلطان لا يمكن أن يكون من الريف "
ورجع الشريف إلى أمجوط، في حين اتجه القادة إلى أجدير و منهم لحسن الزرفي و سي محمد الودكي من بوبريح، و سي محمد بن سلام البوعلالي البروجي عالم جليل كانوا يستنيرون برأيه ،و هؤلاء من فرقة بومعان، و من بني إبراهيم مولاي أحمد بن عبد الوارث العلوي من زاوية اولاد اخزر، و سي محمد بن سي أحمد الدكاني و سي محمد بن السي العربي الكرومبي من أولاد صالح ، و المهدي كدارة من النقلة و محمد أحبوق ممثل عين باردة و تازغدرة، و محمد بن لحسن عن المشاع و تازكرت و تينزة و بني مجرو، و سي محمد الفقيه عن الزغاريين و المرابط العياشي عن تايتفرح، و السي السعيدي الخالدي و بوشتى بلمهدي عن الصغويار و غرس علي و باب منصورة و العواولة، فعين محمد بن عبد الكريم الخطابي هؤلاء قادة لجنوده بظهائر و قال لهم أنه سلطان الحرب ضد الكفر لا سلطان المغرب.
و قد قادوا جنود ابن عبد الكريم ليلة 12 أبريل 1925 م فدخلوا البلاد ، و هنا يقول ليوطي " هناك هجوم ضد مجالنا من طرف فرق إبن عبد الكريم و هذا يخلق و ضعية جديدة ".(2)
هكذا رفضت قبيلة بني زروال دخول الفرنسيين ورفض الشريف الدرقاوي دخول الريف. و هنا قال قولته: " المعزة لا تسلخ من أزليف، و السلطان لا يمكن أن يكون من الريف "
ورجع الشريف إلى أمجوط، في حين اتجه القادة إلى أجدير و منهم لحسن الزرفي و سي محمد الودكي من بوبريح، و سي محمد بن سلام البوعلالي البروجي عالم جليل كانوا يستنيرون برأيه ،و هؤلاء من فرقة بومعان، و من بني إبراهيم مولاي أحمد بن عبد الوارث العلوي من زاوية اولاد اخزر، و سي محمد بن سي أحمد الدكاني و سي محمد بن السي العربي الكرومبي من أولاد صالح ، و المهدي كدارة من النقلة و محمد أحبوق ممثل عين باردة و تازغدرة، و محمد بن لحسن عن المشاع و تازكرت و تينزة و بني مجرو، و سي محمد الفقيه عن الزغاريين و المرابط العياشي عن تايتفرح، و السي السعيدي الخالدي و بوشتى بلمهدي عن الصغويار و غرس علي و باب منصورة و العواولة، فعين محمد بن عبد الكريم الخطابي هؤلاء قادة لجنوده بظهائر و قال لهم أنه سلطان الحرب ضد الكفر لا سلطان المغرب.
و قد قادوا جنود ابن عبد الكريم ليلة 12 أبريل 1925 م فدخلوا البلاد ، و هنا يقول ليوطي " هناك هجوم ضد مجالنا من طرف فرق إبن عبد الكريم و هذا يخلق و ضعية جديدة ".(2)
- التمهيد للمعركة
تحصن هؤلاء الجنود بكهوف حافة دوار العمارنة في الجهة البومعانية حيث
دوار تبودة مخافة طائرات الفرنسيين ، و لعل سيدي عبد الرحمان كان قد رحل إلى فاس
حسب إحدى الروايات مباشرة بعد لقاء اﻷحد، و تولى التسيير بزاوية أمجوط إبنه سيدي
محمد ، و هكذا قام الأخير ،بتنسيق مع الفرنسيين، والدواوير المجاورة ومنها دوار
تبودة، و كان معه القائد محمد بن الطاهر، بهجوم على دوار العمارنة و دوار الرياينة
الواقع عند جبل تحصن فيه الريف و عدد من رجال الرياينة المساندين لهم و منهم
الراوي عبد السلام بن محمد الكلعي و عمره يومها 20 عاما. فانهزم الفرنسيون و جرح
محمد بن الطاهر، و قتل منهم عدد وافر.
انتقل جنود محمد بن عبد الكريم إلى مرحلة الهجوم ، فأحرقوا دوار تبودة و دوار عين الشريف و دوار الماء البيوض، و قاموا بنهب دوار أمجوط و إحراقه، فبعث الجنيرال دوشمبران De Chambrun فرقتين خفيفتين من المشاة لمحاولة إطفاء الحرائق و كان ذلك في 15 أبريل 1925 م .
وفي 18 أبريل كان إبن عبد الكريم قد حضي بتأييد كل قبيلة بني زروال.
حاصر المجاهدون يوم 25 أبريل من نفس السنة كل المراكز العسكرية الخمسة وسيطروا على بعضها ،وكان أول مركز سقط هو مركز "القريين " وقد فر الفرنسيون منه تاركين وراءهم مدفعا ثقيلا. ثم هاجموا علايين (جبل بوقلعة ) فغنموا فيه مدفعا آخر.
وبقيت ثلاثة مراكز قوية هي بني دركول،تافرانت و البيبان.
بدأوا ببني دركول بعد أن اتخذوا من زاوية سيدي عبد الوارث اليصلوتي مركزا للقيادة، و كان هذا المركز محاطا باﻷسلاك، و لكي يقتحموه اتخذوا حزمات الحطب (القتة) فصارت كالقنطرة فوق اﻷسلاك ، فعبروا عليها و دخلوا المركز ،فوجدوا الجنود. "السينغاليين " مربوطين بالسلاسل عند الفرنسيين مخافة هروبهم، فقتلوهم جميعا و غنموا ما في المركز، ، ثم عبروا لمحاصرة تافرانت.
وفي الجهة الشرقية قريبا من تافرانت حاصروا مركز البيبان و هو أهم المراكز العسكرية بوقوعه على رأس الجبل الذي يبلغ علوه 819 متر ، تحيط به البساتين و الحقول المحفوفة بسياجات من الصبار، وقد و ضع رجال إبن عبد الكريم حفرا وراء هذه السياجات لدفع هجوم الفرنسيين و لإحكام حصار المركز.
انتقل جنود محمد بن عبد الكريم إلى مرحلة الهجوم ، فأحرقوا دوار تبودة و دوار عين الشريف و دوار الماء البيوض، و قاموا بنهب دوار أمجوط و إحراقه، فبعث الجنيرال دوشمبران De Chambrun فرقتين خفيفتين من المشاة لمحاولة إطفاء الحرائق و كان ذلك في 15 أبريل 1925 م .
وفي 18 أبريل كان إبن عبد الكريم قد حضي بتأييد كل قبيلة بني زروال.
حاصر المجاهدون يوم 25 أبريل من نفس السنة كل المراكز العسكرية الخمسة وسيطروا على بعضها ،وكان أول مركز سقط هو مركز "القريين " وقد فر الفرنسيون منه تاركين وراءهم مدفعا ثقيلا. ثم هاجموا علايين (جبل بوقلعة ) فغنموا فيه مدفعا آخر.
وبقيت ثلاثة مراكز قوية هي بني دركول،تافرانت و البيبان.
بدأوا ببني دركول بعد أن اتخذوا من زاوية سيدي عبد الوارث اليصلوتي مركزا للقيادة، و كان هذا المركز محاطا باﻷسلاك، و لكي يقتحموه اتخذوا حزمات الحطب (القتة) فصارت كالقنطرة فوق اﻷسلاك ، فعبروا عليها و دخلوا المركز ،فوجدوا الجنود. "السينغاليين " مربوطين بالسلاسل عند الفرنسيين مخافة هروبهم، فقتلوهم جميعا و غنموا ما في المركز، ، ثم عبروا لمحاصرة تافرانت.
وفي الجهة الشرقية قريبا من تافرانت حاصروا مركز البيبان و هو أهم المراكز العسكرية بوقوعه على رأس الجبل الذي يبلغ علوه 819 متر ، تحيط به البساتين و الحقول المحفوفة بسياجات من الصبار، وقد و ضع رجال إبن عبد الكريم حفرا وراء هذه السياجات لدفع هجوم الفرنسيين و لإحكام حصار المركز.
- معركة البيبان وانتصار الأبطال.
رغم محاولات الجينرال كلومبا
Colombat المتكررة لإختراق الجدار أيام 4 و 13 و 14 و19 و 25 ماي ،حتى يمون
الجنود المحاصرين،فإنه فشل في ذلك و انتهت هجوماته بمجازر رهيبة ليسقط مركز
البيبان يوم 5 يونيو 1925 م .
وبعدها أمروا بالتوجه إلى " فاس البالي " فعبروا نهر ورغة إليه و سيطروا على مركزه ،وواصلوا الهجوم على قبيلة فشتالة و دخلوها و استقروا بضريح مولاي بوشتى المتواجد بها، ومنه أخذوا يشنون الغارات على قبائل شراكة و أولاد عيسى و أولاد جامع.
تلك هي ملحمة البيبان التي يجهل تفاصيلها أهل بني زروال ، ارتأينا تقديمها لكم لتعرفوا جزءً من تاريخ المغرب المنسي...
مع تحيات المودن أحمد المشعي البراهمي الزروالي المغربي.
وبعدها أمروا بالتوجه إلى " فاس البالي " فعبروا نهر ورغة إليه و سيطروا على مركزه ،وواصلوا الهجوم على قبيلة فشتالة و دخلوها و استقروا بضريح مولاي بوشتى المتواجد بها، ومنه أخذوا يشنون الغارات على قبائل شراكة و أولاد عيسى و أولاد جامع.
تلك هي ملحمة البيبان التي يجهل تفاصيلها أهل بني زروال ، ارتأينا تقديمها لكم لتعرفوا جزءً من تاريخ المغرب المنسي...
مع تحيات المودن أحمد المشعي البراهمي الزروالي المغربي.
هوامش:
(1) كتاب : "
البادية المغربية عبر التاريخ" من تنسيق الأستاذ ابراهيم بوطالب.
(2) Daniel river, op.cit, T.3 P.282
(2) Daniel river, op.cit, T.3 P.282
ملحوظة :
- كل المعلومات الواردة بالمقال
تبقى قابلة للتأكيد أو النفي.
نبش في الذاكرة بقلم: المودن أحمد