recent
أخبار ساخنة

نداء إنساني لذوي القلوب الرحيمة

مأساة أسرة فقيرة مكونة من 8 أفراد تعيش قرب قرية أمتار لا تملك تلفازا ولا ثلاجة ولا مصاريف ولا جيرانا ولا مسكنا لائقا !
قمت زوال اليوم رفقة الصديق جمال افريو بزيارة أسرة -سبق وأن نشرت موضوع معاناتها- تسكن معزولة في مكان بعيد عن الأهالي قرب قرية تالاعصمان الواقعة على بعد بضع كيلومترات من مركز جماعة أمتار (إقليم شفشاون)، في مكان حيث للحياة طعم المعاناة ومرارة الشقاء، وبيت يرثى لحاله به 5 بنات وإبن .
بصراحة لا أستطيع وصف كل المعاناة مهما حاولت ، كما أني أعجز عن التعبير عن ما شاهدته بعدما عاينت حال البيت من الداخل والخارج والسطح ، وبعدما حكت الأم عن معاناتها ومعاناة أبنائها لسنوات والدموع تفيض من عينيها وصمت الصغيرات يخيم على حديثها المبكي .
منظر إنساني قاس، معاناة 4 بنات جراء بعد السكن عن المدرسة حيث يتطلب الوصول الى هذه الأخيرة أكثر من 30 دقيقة مشيا على الأقدام ، وإبن لم يتجاوز السابعة عشر من العمر تتمنى الأم أن يتابع تعليمه ويقلع عن التدخين، وبنتا لم تتجاوز الرابعة من العمر ، وزوجا تتمنى أن يجد شغلا كي يساعد الأسرة ويُسْعد الأبناء كباقي الآباء ..
تقول الأم وهي غارقة في بحر عميق من الحزن والتشاؤم أن الوضع تحوّل إلى معاناة نفسية للأبناء الذين يهددهم الفقر بمغادرة مقاعد الدراسة وبمخاطر أخرى لا قدر الله .
وقد تحمّلت الأم أكثر من طاقتها ولا زالت تتحدى الصعاب والأعباء بالقليل من الأمل والصبر آملة أن تجد من يمد يد العون لأبنائها.
وتعيش الأسرة وضعا ماديا يندى له الجبين وتقضي أيامها ليست كباقي العائلات ، خلاصة المشكلة حرمان ما بعده حرمان، من أبسط الحقوق .
الوضعية جد مزرية منذ أمد بعيد، لا مرافق صحية ولا مطبخ ولا مقعد ، سكن أقل ما يمكن القول عنه أنه كوخ ضيق يفتقر إلى كل متطلبات الحياة الكريمة من أفرشة ومرافق صحية وتجهيزات ومعدات ..
تضيف الأم وهي تبكي بحرقة: نعيش في فقر مدقع، أبنائي يبكون وأعجز عن إطعامهم في الكثير من الأحيان ، كما أن مستوى الإبن التعليمي تدنى كثيرا وتخاف أن يكون مصير بناتها الخمسة مثل أخيهم .
وضع الأسرة السيء لا يسمح بشراء ملابس للأبناء ولا مستلزمات الدراسة من كتب وأدوات مدرسية ولا أي شيء، ويحرمها من أبسط الحاجيات ، الأم تعجز عن شراء كيس الدقيق أيضا ، كما ترتبت على الأسرة ديون لم تستطع سدادها .
هذه المعاناة استمرت طويلا وتزداد يوما بعد يوم ، والمجتمع يرى ويسمع ولا يحرك ساكنا للأسف الشديد، أما آن الأوان أن نضع حدا لجزء من هذه المعاناة أيها الإنسان !؟
الكثير مما رأته عيناي لن أذكره احتراما لمشاعر الأسرة ، والكثير من الأشياء التي لم أذكرها تجدونها في الصور البليغة عن كل تعبير .
الأم تطلب من ذوي القلوب الرحيمة مدّ يد المساعدة حتى تستطيع حماية أبنائها الستة من قساوة برد الشتاء وأن يرأفوا لحالها ، وينتشلوها من ذلك البيت الحجري القديييم ذي السقف الخشبي الذي يسمح بدخول الماء كلما تساقطت الأمطار لوجود تشققات كثيرة ، حيث يشكل خطرا على أرواح الأطفال ووالديهم .
هذه هي حالة البؤس والحرمان التي تعيشها هذه الأم المغلوب على أمرها مع أولادها الستة في خندق لا يسمع فيه إلا صوت الطيور نهارا والعواء ليلا .
هذا هو حال هذه الأسرة ، فكيف هي أحوال وضمائر ذوي البر والإحسان ؟ وما دور المنتخبين والسلطات والجمعيات بالمنطقة ؟!
لقد بدأنا حملة لجمع المساهمات قصد حل هذا المشكل أو جزء منه ، لذا قررنا منح كل ما تمتلك جمعية أمتار للتعاون من إمكانيات لهذه الأسرة راجين الله تعالى أن تقوم باقي الجمعيات وكل المسؤولين بالمنطقة والمحسنون بمجهودات كذلك لإنقاذ أولئك الأطفال الذين من حقهم أن يعيشوا حياة سعيدة كغيرهم ممن يشاهد التلفاز وينعم بالدفئ ويلعب مع الجيران ..
للمساهمة اتصلوا بأمين مال جمعية أمتار للتعاون بمركز جماعة أمتار الصديق نور الدين على الرقم 0638441455 أو قوموا بزيارة الأسرة ودعمها .
 
والله لا يضيع أجر المحسنين .
"محمد عزوز"












google-playkhamsatmostaqltradent