بمناسبة ذكرى مولد سيد البشرية ... !!
فكما تعلمون أن يوم ميلاده مختلف فيه وأن الإحتفال يكون بتطبيق سنته :-)نهديكم سلسلة من أقوى الأدلة على نبوته صلى الله عليه وسلم ❤
● الدليل 1
قال الله تعالى : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } ✔
وهذا الأمر قد تحقق …. وكما يعلم الجميع فإن محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر البشر ذِكرا على سطح الكرة الأرضية … فلا يوجد …. من يُذكر أكثر منه الآذان مستمر على مدار الساعة على سطح الأرض ….. فما أن ينتهي الأذان في مكان إلا ويبدأ في المكان الذي يليه وهكذا إلى أن يعود إلى نفس النقطة مرة أخرى …. لذلك فإن جملة أشهد أن محمد رسول الله تتردد بصوت عالٍ مرتفع على مدار الساعة في كل أنحاء الدنيا …. هذا غير الصلاة المستمرة من المسلمين على محمد صلى الله عليه وسلم في صلواتهم ومجالسهم وجميع أحوالهم …. وقراءتهم للقرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى عليه وكذلك قراءتهم لأحاديثه وسيرته وحرصهم على إتبُّاع سنته وغير ذلك مما لا يُحصى ….
● الدليل 2
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
قبل نزول هذه الآية الكريمة كان بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم يتطوعون لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن … بعد نزول قوله تعالى وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ … قال صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله تعالى عنهم ”انصرفوا فقد عصمني الله” رواه الحاكم …. الان لو كان النبي صلى الله عليه وسلم مُدعيا للنبوة هل كان سيخاطر هذه المخاطرة بالمشي دون حراسة وقد كثُر أعداءه المتربصين به من العرب والعجم في الجزيرة العربية وخارجها … فقد كان المشركون في مكة يريدون قتله وكذلك اليهود في المدينة والمجوس في بلاد فارس والروم في الشام وكذلك المنافقين وكثير من الأعراب في الجزيرة كلهم يريدون أن ينالوا من النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهي الدعوة الإسلامية للأبد …. فهل سيكون صلى الله عليه وسلم بهذه الثقة المطلقة بحفظ الله تعالى له لو لم يكن متصلا بالوحي ؟؟ …. وقد قال أحد الذين اعتنقوا الإسلام أن هذه الآية كانت سببا في إسلامه …. لأن الكاذب يخدع كل الناس ولكن لا يخدع نفسه … فلو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم واثقا من حفظ الله تعالى له لما خاطر هذه المخاطرة الرهيبة .
● الدليل 3
الثقة العجيبة التي أظهرها النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء …. عندما وصل المشركون إلى فتحة الغار وكادوا أن يروا النبي صلى الله عليه وسلم وابوبكر الصديق رضي الله تعالى عنه …. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ….. يقول أبوبكر رضي الله تعالى عنه : نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم علي رؤوسنا فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال: (( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)) رواه البخاري ومسلم …. قال الدكتور غاري ميلر وهو مُنصِّر سابق إعتنق الإسلام … يقول في كتابه القرآن المُذهل : لو كنت في موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وأبو بكر مُحاصران في الغار، بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما. ألن يكون الرد الطبيعي على خوف أبي بكر: هو من مثل ” دعنا نبحث عن مخرج خلفي ” ، أو ” أصمت تماماً كي لا يسمعك أحد ” ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بهدوء: ” لا تحزن إن الله معنا ” ، ” الله معنا ولن يضيعنا ” . هل هذه عقلية مُدُّعي كاذب ، أم عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله تعالى له ؟!
صلى الله عليه وسلم
● الدليل 4
الإنسان بطبعه هو إبن بيئته ومجتمعه وثقافته وما يراه حوله …. لذلك المفروض أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن ما يراه ويسمعه حوله من الإرث الجاهلي الضخم من الأشعار والحروب والقصص التي لا تحصى في الجاهلية …
لم يذكر القرآن شيئا منها !!
أين حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه في القرآن ؟
لماذا لم يذكر شيئا عن مكان ولادته ولا عن طفولته ولا عن مراهقته ولا عن شبابه ولا عن ما حدث له في الأربعين سنة التي سبقت نزول الوحي !
هل هذا شيء طبيعي ؟
إذا كان القرآن الكريم من صنع محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يذكر فيه أعز أصحابه من أمثال أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ولو مرة واحدة بالإسم ؟
ابوبكر الصديق هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الإسلام
ومع ذلك لم يذكره بالإسم في القرآن ولا مرة واحدة !!
أين ذكر السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها التي وقفت معه في أشد الأوقات صعوبة وتحملت في سبيل ذلك الأذى والحصار والجوع ؟
لماذا لم يذكرها ولا مرة واحدة لو كان هو مؤلف القرآن ؟!
أين ذكر بناته رضي الله تعالى عنهن ؟
لماذا لم يذكر أيا منهن أبدا ؟
أين ذكر والدته صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب ؟
لم يُشر لها بأي إشارة !
بل العجيب أن هناك سورة كاملة بإسم مريم عليها السلام والدة عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام !!
عجيب فعلا أن تجد كتابا يقول المشككون أنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا تجد فيه سورة آمنة أو سورة خديجة أو سورة عائشة أو سورة فاطمة
ولكن تجد سورة مريم !
لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن الكريم …. أليس من المنطقي أن يقوم بتجاهل ذكر أقرب الأنبياء زمنيا إليه – عيسى عليه الصلاة والسلام – حتى ينساه الناس ؟
عيسى عليه السلام ذُكر في القرآن 25 مرة
ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يُذكر سوى خمس مرات !! … اربع مرات محمد ومرة واحدة أحمد
يقوالدكتور غاري ميلر مؤلف كتاب ” القرآن المذهل ” :
” عندما قرأت القرآن لأول مرة كنت أتوقع أن أجد كلاما عن الصحراء وعن العادات والتقاليد المحلية في تلك البيئة الصحراوية البسيطة … كنت أتوقع أن أقرأ عن بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده…… لكنه لم أجد شيئا من ذلك ……
بل الذي جعلني في حيرة من أمري أني وجدت أن هناك سورة كاملة في القرآن تُسمى سورة مريم وفيها تكريم لمريم عليها السلام لا يوجد له مثيل في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !!
وفي نفس الوقت لم أجد سورة عائشة أو سورة فاطمة !
وكذلك وجدت أن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرتي !! “
إنتهى كلام ميلر
ونُضيف أيضا أن موسى عليه الصلاة والسلام يُذكر في القرآن أكثر من 130 مرة !!
بالله عليكم أيها المتشككون ما شأن رجل يعيش في صحراء مكة بموسى المصري الذي عاش قبله بألفي عام ليذكره 130 مرة ؟!
كان يكفي محمدا عليه الصلاة والسلام أن يذكرموسى مرة أو مرتين ثم يترك باقي القرآن للحديث عن نفسه وأهله وأصحابه وتاريخ مكة وتراثها وعن شعراء الجاهلية العباقرة ومُعلقاتهم من أمثال إمروء القيس وعنترة
تلك الأشعار كانت مُعظمة عند أهل الجاهلية حتى أطلقوا عليها اسم المُعلقات لتعلق قلوب أهل الجاهلية بها
مع ذلك لم يُشر لها القرآن الكريم بأي إشارة !
طبيعة النفس البشرية هي أن تتحدث عن ما تراه وتسمعه
ولكن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مُخالف لما رآه وسمعه !
وهذا دليل على أن القرآن الكريم هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم …
● الدليل 5
عدم إستغلاله فرص التعالي
يقول المستشرق الفرنسي اميل درمنغم Emile Dermenghem :
“.. ولد لمحمد -صلى الله عليه وسلم – من مارية القبطية] ابنه إبراهيم فمات طفلاً، فحزن عليه كثيرًا ودفنه بيده وبكاه، ووافق يوم موته كسوف الشمس فقال المسلمون: إنها انكسفت لموته، ولكن محمدًا -صلى الله عليه وسلم – كان من سموّ النفس أن صحح ذلك الإعتقاد فقال: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد..”. فقول مثل هذا مما لا يصدر عن كاذب مدُّعي للنبوة ..”(…
وهذا الكلام هو عين الحق …… فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم من مُدعيي النبوة لانتهز هذه الفرصة وقال لقد انكسفت الشمس لوفاة ابني …. ولكنه لم يفعل ذلك بل قام بتصحيح إعتقاد الناس وقال أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته …..
وأيضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الإطراء والمدح :
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ” رواه البخاري
وأيضا كان يكره أن يقوم الناس له :
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ ” لا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ” رواه ابوداود
ومن يقرأ السيرة النبوية لن يجد سوى التواضع من هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولن يجد أي موقف فيه تكبر أو تفاخر أو تباهي أو تعالي ….
فيا أيها الطاعنون في نبينا صلى الله عليه وسلم ….هل هذه طبيعة رجل صادق مخلص … أم طبيعة رجل مدّعي كما تزعمون ؟
● الدليل 6
لماذا يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أتباعه أشياء صعبة على النفس البشرية مثل الصيام والإستيقاظ يوميا لصلاة الفجر والحج إلى مكان حار في وسط الصحراء ؟؟
…..لو كان صلى الله عليه وسلم مُدعياً للنبوة لطلب أشياء سهلة حتى لا يخسر أتباعه …. فبدلاً من أن يطلب منهم الحج إلى مكان حار بعيد مثل مكة كان بإمكانه أن يجعلهم يحجون إلى مكان بارد مثل جنوب الجزيرة العربية أو لقال لهم حُجوا إلى بلاد الشام بعد أن تفتحوها ….
وكذلك الصلاة …. كان بإمكانه أن يجعلها صلاة واحدة في الإسبوع مثلا حتى يكسِب رضا الناس ….
فطلبه صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من أمته رغم أن فيها مشقة على النفس البشرية دليل واضح على أنها من عند الله سبحانه وتعالى وليست من عند بشر ……
واستمرار الناس على أداء هذه الشعائر رغم مشقتها طوال 1400 سنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو دليل آخر على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأن حفظ الله تعالى دينه من التحريف وبقي الناس يسيرون على سنة محمد صلى الله عليه وسلم طوال هذه القرون الطويلة بدون أي تغيير أو تبديل ….
● الدليل 7
الشجرة الطيبة ثمارها طيبة ….. والشجرة الخبيثة ثمارها خبيثة ….
نوجه سؤالا بسيطا للمشككين في نبينا صلى الله عليه وسلم والطاعنين في نبوته ….. هل الأعمال التالية التي حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته عليها يأمر بها كاذب مفتري أم صادقٌ مخلصٌ أمين ْ ؟
لقد أمر محمد صلى الله عليه وسلم أمته بالصدق وصلة الأرحام وبر الوالدين واجتناب الربا والزنا وشرب الخمر وأمر بغض البصر وحث على الصدقة وأن يتبسم المسلم في وجه أخيه وأن يكظم الغيظ ….. ونهى عن التجسس والغيبة والنميمة والسخرية والإستهزاء والتنابز بالألقاب والهمز واللمز وأمر باتقاء الشبهات وأوصى باليتيم والأرملة وحث على الرحمة بالحيوان وإطعامه وسقايته ….. وحث أمته على العفو عند المقدرة وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة بل بالإحسان … وحث أمته كذلك على الحُلم والأناة -عدم العجلة – ونهى عن سوء الظن …. وأيضا حثهم على الصبر على المُعسر الذي لا يستطيع تسديد ديونه ….وطلب من أمته أن تفشي السلام على من تعرف ومن لا تعرف وأن تُطعم الطعام … وحث الوالدين على أن يعدلوا بين أبناءهم …. وحث على توقير الكبير والرحمة بالصغير …. ونهى عن الغضب والجدال فيما لا ينفع …. وطلب من المسلم أن يلتمس الأعذار لأخيه ….. وأمر بالإستئذان … وأمر بالتبين والتثبت والتيقن والتأكد قبل إصدار الأحكام على الناس …. وحث على الإصلاح بين الناس وذكر عِظم أجر الذي يُصلح بين الناس ….وحث أمته على حفظ المال والوقت والوفاء بالعهود والمواثيق … ونهى عن الكلام الفاحش البذيء وأمر بالكلام الطيب الحسن …. ونهى كذلك عن ترويع المسلم وإخافته …. وأمر بإكرام الجار والسؤال الدائم عن أحواله …. وحث صلى الله عليه وسلم على رد التحية بأحسن منها وعلى زيارة المريض وعلى إعانة من توفي لهم أحد …. ونهى المسلم عن الكلام فيما لا يعنيه ونهى عن الطعن والقذف والبهتان والإفتراء على الناس بالباطل …. وحث على النصيحة والتناصح بين المسلمين …. وشدد على أن الدين المعاملة بأن يتعامل الناس مع بعضهم بأفضل انواع التعامل …. ونهى عن الحسد والتحاسد وتمني زوال نعمة الغير …. وأمر بالتواصي والتعاون على الخير …. وحث على إخلاص العمل لله وعدم إبتغاء الأجر من الناس …… وحث على التفاؤل ونهى التشاؤم … ودعا إلى أداء الأمانة …..وحث على عدم تتبع العورات وأمر بالسِّتر على المسلمين وعدم فضحهم …. وحث على التواري عند قرع الباب والوقوف بجانب الباب وليس امامه حتى لا يكشف عورات البيت …. ودعا إلى السخاء ونهى عن البخل والشُح …. وحث صلى الله عليه وسلم المسلم أن يتمنى لأخيه ما يتمناه لنفسه … وحث على الصبر عن البلاء وعدم التجزع والتسخط …. وأمر أمته بالطهارة والنظافة والمظهر الحسن ….. ونهى عن التفاخر والغرور والتباهي والتعالي على الناس …. ونهى صلى الله عليه وسلم أن يرفع المسلم صوته عند الحديث حتى لا يُزعج إخوانه …. وحث على المشي الهادىء …. ونهى عن الإسراف في الطعام والشراب …. وحث صلى الله عليه وسلم أمته على التأمل والتدبر وعدم الغفلة …وحث على النشاط ونهى عن الكسل والتكاسل …. وحث أمته على إتقان العمل …. وحث امته على الوحدة وعدم التفرق والتشرذم …..ونهى صلى الله عليه وسلم ان يخطب الرجل إمرأة خطبها رجل آخر قبله …. ونهى صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال عن ما لا ينفع …وذكر صلى الله عليه وسلم فضل الحياء وأنه من الإيمان وأن الحياء لا يأتي إلا بخير …. ودعا صلى الله عليه وسلم إلى إماطة الأذى عن الطريق ….وحث على العدل والقسط بين الناس وانه لا فرق بين المسلمين إلا بالتقوى …. وحث صلى الله عليه وسلم على إعطاء الأجير أجره قبل ان يجف عرقه وعدم تأخير دفع الأجر للعامل …. ونهى صلى الله عليه وسلم أن يتناجا اثنان دون الثالث وذلك عندما يكون في مجلس ثلاثة أشخاص فيتحدث إثنان منهم بالسر دون ان يسمعهم الرجل الثالث ….. وحث صلى الله عليه وسلم على ان يصل الرجل أصحاب أبيه
وغير ذلك من الفضائل العظيمة التي أمر بها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم …..
وكما ذكرنا فإن الشجرة الطيبة ثمارها طيبة ….. والشجرة الخبيثة ثمارها خبيثة … فهل هذه الثمار التي ذكرناها طيبة ام خبيثة ؟
● الدليل 8
هل تعلم أنه لو كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن الكريم لاحتاج إلى جيوش من المترجمين والنُقّاد وخبراء المخطوطات والجيولوجيين وعلماء يهود ونصارى من جميع الطوائف اليهودية والنصرانية !!
والسبب أنه كما نعلم أن بعض القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم تشبه القصص الموجودة في كتب اليهود والنصارى …. وسنُطلق على هذه التشابهات إسم ” الشواهد القرآنية ” …. وهذه الشواهد القرآنية أو التشابهات تتضمن مفاجاة كبرى وهي كالتالي :
يقول الباحث هشام محمد طلبة فى كتابه ” محمد فى الترجوم و التوراة و التلمود ..”:
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية فى كتب اليهود والنصارى مع ان عدد هذه الكتب كبير جدا … كما ان الكتاب الواحد له اكثر من نص …. التوراة نفسها سينية لها ستة نصوص اساسية ( البشتيا – الفولجاتا – الشبعينية – السامرية – الترجوم – القياسية ) :
النسخة القياسية لها ثلاث نصوص فرعية ( الالوهى – اليهوى – الكهنوتى ) هذه هى النصوص الاساسية عدا العديد من النصوص الفرعية ….. وأي ناشر للكتاب المقدس يجب ان يستخدم اكثر من نص من هذه النصوص مستعينا بعلم يسمونه ” علم نقد النصوص ” ليصلوا لنص اقرب ما يكون للنص الاصلى المفقود ….
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية مع ان هذه الكتب المذكورة كُتبت بلغات مختلفة العبرية , السامرية , اللاتينية , اليونانية , الارامية , السريانية , القبطية الحبشية , المندائية , و غيرها ما عدا العربية ....
مع ان هذه الكتب لم نجدها مرة واحدة بل لقد جُمعت على مر قرون طويلة منذ القرن الرابع الميلادى وحتى الان ….
أغلب هذه الكتب وجدناها بعد وفاة محمد –صلى الله عليه وسلم – وآخر ما وجدناه كانت مخطوطات البحر الميت (1947-1956)
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية فى كتب السابقين مع أن هذه الكتب لم نجدها فى مكان واحد بل فى اماكن متعددة كسيناء و نجع حمادى و القاهرة , كهوف البحر الميت , الحبشة , الفاتيكان , مكتبات نبلاء اوروبا …….
ومع ان هذه الكتب كانت نادرة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم …. لأن النُّسخ كان يدويا و لم تكن هناك طباعة و كذلك بسبب حرق كُتب اتباع الأديان المضطهدة خصوصا النصارى….
سنجد دائما هذه الشواهد القرآنية مع ان حجم الكتب أيامه صلى الله عليه و سلم كان كبيرا و كانت على هيئة قراطيس من العسير تداولها سرا …..
سوف اعطى مثالا لهذه الخاصية ” الشواهد القرانية فى اسفار السابقين ” :
من المعروف ان قصة يوسف عليه الصلاة والسلام هى الوحيدة التى نجدها فى القران متتالية فى موضع واحد . هذه القصة لا نجدها كما هي في أي كتاب من كتب اليهود او النصارى ………
- سنجد قسما منها فى التوراة التى بين ايدينا الان ( قياسية – سبعينية ) مع وجود تفاصيل فى الرواية التوراتية لا نجدها فى القران كقطع التوراة لسرد قصة يوسف دون اى مناسبة لتروى لنا قصة أخرى و هى مضاجعة يهودا لزوجة ابنه !
- – اما القسم الثانى من رواية يوسف فى القران فسنجده فى عدد كبير من كتب اهل الكتاب غير التوراة و سنجد هذا القسم مشتتا تماما , فجزئية إخبار يوسف رؤياه لأبيه اولا نجدها فى كتاب ” العاديات اليهودية ” للمؤرخ يوسيفوس …
و جزئية (( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ )) فى كتاب ( بسكيتارباتى و سيفر عدد )
- هذان الكتابان اتفقا مع القران فى ذلك و اختلفا فيها مع التوراة نفسها
- و جزئية ” وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا ” فى كتاب . و جزئية ” وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ” فى كتاب آخر …. و جزئية ” وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ ” فى كتاب ( عهود الاسباط و هو من كتب الاسرار ) و جزئية ” فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ” فى كتاب ” yashar wa yesheb”
و هكذا اكثر من 26 جزئية كتلك التى ذكرناها انفا فى اكثر من 30 كتابا
كل هذه الكتب سالفة الذكر وجدنا لها تفاصيل عديدة غير منطقية لا تُذكر فى القران الكريم كذكر كتاب ” تنهوما ” أن يهودا حين أُخذ منه بنيامين دخل فى صراع مع يوسف و نزلت الملائكة لتشاهد الصراع بين يوسف ” الثور ” و يهودا ” الاسد ” !!
و يضيف كتاب br و التلمود هنا أيضا ان رجال يوسف الأقوياء فقدوا اسنانهم بسبب صرخة يهودا !!
و يذكر الكتابان فى موضع آخر ان ملاك العاطفة هو الذى حث يهودا على مضاجعة زوجة ابنه المذكورة فى التوراة !
هذا عن القسم الثانى فى الرواية القرانية اما القسم الاخير فلا نجده فى التوراة او غيرها فلا بد إذن أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – كانت لديه مخطوطات أخرى إضافة لكل ما ذكر من مصادر لم نجدها حتى الان وهذا مستحيل بكل المقاييس!!
هذه الخاصية – الشواهد القرانية فى كتب السابقين – نستنتج منها أنه من المستحيل على رجل مثل محمد صلى الله عليه و سلم أن يقرأ كل صحيفة فى كل كتاب من كُتب لم نعرف نحن الان أكثرها إلا متأخرا جدا ….. ثم يستبعد التفاصيل غير المنطقية ثم يأخذ من هذا ما يتناسب مع ذلك …. ثم يقدم هذا النتاج فى صورة بيانية رائعة و لا بد أنه قد فعل كل هذا فى السر ايضا !
إن هذا هو المستحيل بعينه خصوصا إذا أضفنا لذلك معرفته واطلاعه على كتب الأسرار apocrypha الخاصة بكل طائفة !!
فكثير من طوائف اليهود والنصارى لديهم كتب لا يطلع عليها إلا كبار رجال الدين عندهم
فهل اطلع محمد صلى الله عليه وسلم على تلك الكتب أيضا ليؤلف القرآن الكريم ؟!
=============
أحبابي الكرام ، دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم لن تكفي في سردها الكتب ولا المجلدات ... اكتفينا بما ذكر حتى لا نطيل عليكم ✔
المنشور_منقول_للامانة