recent
أخبار ساخنة

قبيلة بني زروال

 قبيلة بني زروال من القبائل الجبلية الشهيرة بشمال المغرب وهي تنقسم الى خمس فخدات بني براهيم وبني مكة وبني ملول وبومعان واولاد قاسم يحدها شرقا قبيلة كثامة ومزيات وغربا بنو مستارة وسطة وبنو مزجلدة وبنو ورياغل وجنوبا قبائل سلاس وفشتالة والجاية وشمالا بنو احمد وغمارة أرضها سهل بالاودية وجبلية بالمرتفعات ومن اشهر جبالها جبل ودكة الدي سنتكلم عليه في فصل خاص وتشقها اودية وادي اولاي ووادي اوضور ووادي اوضيروواد امزاز وكلها تنحدر من جبال غمارة وتصب في وادي ورغة الدي هو الحد الطبيعي الفاصل بينها وبين قبيلة فشتالة كما توجد بها عيون ماء غزيرة من اشهرها عنصر تازغدرة ببني ابراهيم وعنصر العباد بجبل ودكة وعين تاسياست باولاد قاسم وعين القليعة ببني ابراهيم وعلى جميع هده العيون بساتين لاشجار البرتقال الشهير بحلاوته وعدوبة مداقه تبلغ مساحتها الف كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها اربعين الف نسمة
 اما جغرافيتها الاقتصادية فهي شهيرة باشجار زيتونها وكرم عنبها وتينها وبرتقالها فانها تملك ثروة مهمة من حاصلاتها الفلاحية اد يبلغ عدد اشجار الزيتون ما يزيد على الثلاثمائة الف شجرة وكرم العنب يبلغ مليوني شجرة ولاجل كثرته في هده الناحية يسميها الاقدمون جبل الزبيب وتبلغ اشجار التين خمسين الف شجرة واشجار البرتقال ثلاثة عشر الفا فقبيلة بني زروال من هده الناحية من اعظم قبائل الشمال وتزرع بسهولها حبوب القمح والشعير وبغير السهول الحلبة وكرسنة الدرة (البشتنة )وحبوب اخرى ثانوية كالفول وغيره كما تزرع بها الخضر السقوية كالقرع والسلجم (اللفت) والبطيخ والبادنجان والفلفل وشبه دلك من الخضر مما يكفي لاستهلاكها المحلي كما توجد بها بعض الصناعات كالنسيج والنجارة والخرازة وعمل الصابون الاسود الدي من اهم عناصر صناعته الزيت ورماد الحطب وهما موجودان هناك بكثرة ولسكانها وخصوصا جوار غاباتها اعتناء بتربية الماشية كالبقر والمعز والغنم اصلها أصل قبيلة بني زروال البربرية من غمارة ويقول البعض انها من صنهاجة لوقوعها بين القبيلتين وغمارة معروفة من المصامدة كما نقله صاحب الاستقصا عن ابن خلدون ومن غمارة يليان المسيحي صاحب سبتة وطنجة ايام الفتح الاسلامي ودكر الشطيبي في تاريخه ان لفظة غمارة تطلق على كل من صنهاجة وكثامة ولمتونة ومسفيوة ولمطة ومتيوه لأنهم غمروا الجبال ودكر هده القبيلة كل من البكري والادريسي والحسن الوزان(اليون الافريقي) وابن خلدون وصرح هدا الاخير بانها من غمارة ونسبوا اليها حاميم الدي ادعى النبوة حوالي 325 هجرية 815 مسيحية وساق نسبها الامام ابو زيد الفاسي في الابتهاج قال وهم بنو زروال بن سعيد ابن خزرون بن محمد بن خزر بن حفص بن صولات بن وزمار وهي وان كانت بربرية الاصل فانها تعربت تماما وانعدمت منها كلية البربرية ولم يبق لها منها الا الاسم شأن قبائل كثيرة بالمغرب كدكالة مثلا فهي اليوم عربية لغة واخلاقا وعوايد ويقال عند النسابين انه لا توجد بالمغرب قبيلة اجتمع بها ابناء الخلفاء الاربعة الا بني زروال وسجلماسة وساتكلم بحول اللع على هده الاسر العربية عند الكلام على اشهر العائلات بها ويرجع سبب تعريبها الى عوامل منها موقعها الجغرافي الدي جعلها قريبة من عاصمة فاس فهي على اتصال تام بها ويشد الرحلة اليها كثير من ابنائها للتجارة وللاخد عن شيوخ كلية القرويين ومنها ان المرابطين والموحدين نقلوا قبائل عربية رحالة واسكنوها مع بني زروال لاغراض سياسية كما ان الدولة العلوية الشريفة اسست مركزا لها بتلك القبيلة اسكنته جالية عربية من قبيلتي الاوداية وشراكة ومنها هجرة اسر عربية الى القبيلة المدكورة وساتكلم على هده الاسر في فصل خاص بحول الله وكل هده العوامل جعلت من اختلاط افرادها بالمساكنة والمصاهرة ان تحولت القبيلة من البربرية الى العربية ورغما عن وجود قبائل تتكلم البربرية الريفية بجوارها ككثامة وغمارة فقد احتفظت قبيلة بني زروال بعربيتها ووحدتها الادارية والسياسية منفصلة عن القبائل المجاورة لها وكان بين افرادها اتحاد كامل ضد كل من رام السيطرة عليها او اهانة كرامتها من القبائل المجاورة لها او غيرها فمن الحوادث الدالة على هدا الاتحاد انه لما وقع النزاع بين بني مجرو من فرقة بني مكة الزروالية وبين قبيلة بني يحمد المجاورة لها اواخر القرن الثلث عشر الهجري قامت كل فرق قبيلة بني زروال لمحاربة بني يحمد حماية لبني مجرو فهجمت قبيلة بني زروال على قبيلة بني يحمد واحرقت اكبر مداشرها مثل مدشر توركعلو ومدشر السراق ومدشر تلاندا ودو في دلك يقول هازجهم بلهجتهم الشعبية مفتخرا بانتصاراتهم ومعددا المداشر التي احرقوها 

وفي توراريت وشتيوان تلازمو ريالا خوان وفي القور مع خولان  وجماعة هلولا بني ميزار وشتامبلا وبزت والبرية ودار غابة او تفزة وبيمم محصلا تور كعلوا مشطونين تلانداود مفتونين بني خليفة مسكونين والسراق مهولا اثنان من المعزي ثلاث من البقري اربع من الغنمي عفونا يابني زروال وزادو للمنصورة حرقوها على بكرة حتى هي كانت مغدورة غدروها بني مجرو حتى هي كانت ممنوعة لاكنه مبيوعة بميات مثقال مقطوعة جازوا فيها الرجالة وكدلك في حرب بني ورياغل مع فرقة بومعان الزروالية حيث قتلت بنو ورياجل ثلاثة عشر رجلا من بومعان فاتحدت قبيلة بني زروال دفاعا عن فرقة بومعان ومثل دلك وقع لما هجمت قبيلة مزيات على فرقة بني ملول الزروالية وهي الواقعة المعروفة عندهم بوقعة ماية وديب (بعد الفراغ من المعركة وقع احصاء الاموات فكان عددهم مايه من بينها ديب ) فاطلقوا عليها وقعة ماية وديب وهكدا حافظت بني زروال على وحدتها السياسية والادارية 
 وكان ملوك الدول الاسلامية بالمغرب يخصونها بمزيد الرعاية والاعتناء فيعينون لها رؤساء خاصين من عمال وقضاة ففي الدولة السعدية عين السلطان احمد المنصور سنة 992 الفقيه سيدي علي بن اسماعيل دفين مدشر تازغدرة قاضيا بها وبعده سيدي عبد الواحد لوليد الصديقي التازغدري وفي ايام الدولة العلوية الشريفة عين السلطان سيدي محمد بن عبد الله سنة 1230 الفقيه السيد محمد بن الطيب بوعسول قاضيا بها كما عين السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام سنة 1239 الشريف سيدي عبد الوارث العلوي عاملا بها (صورة الظهير) وفي سنة 1286 عين السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان السيد الطاهر بن يونس المعلومي عاملا بها وبعده السيد عمرو بن حساين الغفساوي وفي ايام السلطان مولاي الحسن تعين كل من السيد محمد ابن محمدفتحا الغفساوي والسيد الحاج العربي البومعاني والسيد احمد بن عبد السلام بن الصغير المجروثي عمالا بها على التتابع وبعد هدا التاريخ اشتدت المنافسة بين الزاويتين الحمومية والدرقاوية وضعفت قوة الدولة فصارت الحكومة المغربية تعين لكل فرقة من فرق بني زروال الخمس قائدا خاصا بها "
يتبع .................
من كتاب :" قبيلة بني زروال مظاهرها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية" 
لصاحبه القاضي محمد البشير بن عبد الله الفاسي الفهري
حرر بغفساي في 04 صفر الخير 13522هجرية

google-playkhamsatmostaqltradent