recent
أخبار ساخنة

قبيلة بني زروال : المشاهد الطبيعية


يقول صاحب الكتاب في باب حديثه عن قبيلة بني زروال فيما يخص: مشاهدها العمومية (المشاهد الطبيعية للقبيلة)
من أهم مشاهد قبيلة بني زروال جبل ودكة الشهير الواقع بشمالها والذي يرتفع عن سطح البحر بثمانمائة ميتر وهو جبل شامخ تكسوه غابة ملتفة ذات أشجار باسقة كشجر البلوط وشجر التشت وشجر الدلم وتبلغ مساحة غابته ثمانية ألف هكتار وتنبع به عيون متعددة وتسكن غابته وحوش مختلفة كالخنزير البري والذئب والثعلب والقنفذ والأرانيب وطيور مختلفة كالحجل والاوز مما يجعل منه مركزا مهما لرياضة الصيد البري وهو معتدل الحرارة في أيام المصيف اذ لا تتجاوز 25 فوق الصفر ويكسو قمته الثلج ايام الشتاء فهو بهذا الاعتبارمركز مهم للسياحة والرياضة والاصطياف إذا نظمت به االوساائل وهو جبل عامر بالسكان وجل اشغالهم تربية الماشية والنجارة التقليدية ولهذا الجبل أساطير عند الجبليين اذ توجد به شعبة يخرج من أسفلها دخان يفسره العلم بانه من آثار بركان غير ان السكان ينسبون ذلك الدخان الى قبر ملك خان شابا في زوجه فهو يحترق داخل قبره وذلك الدخان أثر الإحتراق والقصة عندهم مبنية على فتاة اسمها حسناء بنت عسقيل كانت متزوجة بفتى وكانت بينهما محبة شديدة وتعاهدا على أنه اذا مات احدهما يبقى الآخر قائما على قبره الى ان يموت بدوره فصادف الحال ان ماتت الفتاة فاقام الفتى على قبرها يعبد الله الى ان قدم عليه في يوم من الايام نبي الله عيسى عليه السلام فسأله عن حاله وعن سبب مقامه هناك وعن مأكله ومشربه فأخبره بقصته وأن الملك إسرافيل ياتيه كل يوم بقوته وطلب منه ان يحيي فتاته فدعى الله تعاالى عيسى عليه السلام فاجيب من قبل الرب سبحانه بان رزق الفتاة انقضى وانه اذا قبل الفتى ان يقتسم معها بقية عمره ورزقه فان الله يحييها له فعرض عيسى عليه السلام الامر على الفتى فقبل ذلك فحينئذ وقف عيسى على القبر ودعى الفتاة فخرجت من القبر ولما اابصرها الفتى بكى من الفرح وسألها عن سكرات الموت فاخبرته بان للموت سكرات وان واحدة منها اثقل من الارض وما فيها وتوجها معا الى مدينة الملك عسقلان واختفيا في جنان بضواحيها ونام الفتى على فخذ الفتاة فمر الملك عسقلان فوجدهما على تلك الحالة ولم يملك نفسه لما رأى من جمال الفتاة فراودها على الذهاب معه وترك الفتى فامتنعت ثم تمثل لها الشيطان في صورة شيخ كبير وصار يحبذ لها الذهاب مع الملك الى ان غلبت على امرها فتركت الفتى نائما وذهبت مع الملك ولما استيقظ الفتى من نومه لم يجدها فبكى بكاءا شديدا وبقي متحيرا في امره فتذكر دعاءا كان قد سمعه من عيسى فدعى الله به فانتقم له من الملك ورد عليه فتاته ومات الملك غيضا ولما اقببر صار يحترق داخل قبره فذلك الدخان اثر النار الى آخر القصة قلت وقد اتخذ بعض الكتاب الاوروبيين هذه القصة فجعل منها رواية تحت عنوان ودكة وهي مطبوعة بالفرنسية موجودة بالمكتبات والمؤلف هو بونجة الفرنسي والذي يظهر ان مثل هذه الاساطير من آثار المسيحية والكهانة اذ كان هذا الجبل مسرحا لهما قبل الاسلام ومن طبيعة الجبل الذي تملؤه السكينة والوحشة والذي كانت تسكنه الساحرة دادوح قبل الاسلام وتعبد فيه القديس المسيحي لازار."

يتبع .................

من كتاب : " قبيلة بني زروال مظاهرها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية"
لصاحبه القاضي محمد البشير بن عبد الله الفاسي الفهري


google-playkhamsatmostaqltradent